اليوم العالمي للغة العربية.


بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية.
العروبة، من الألف إلى الياء، هويةُ ثقافية وتاريخية وليست إنتماءً عرقياً أو تحيزاً عنصرياً.
أنت” عربي” طالما أنك تنطق بالعربية وتكتب وتقرأ بها وتؤمن بالتشكيلات الثقافية التي تحمل ملامح تلك القضايا: النطق والقراءة والكتابة والإرث الحضاري، وهذا هو الفرق بينك والشوفيني الذي لا يكتفي بهذه الأمور ويذهبُ بعيداً في إرواحيات البحث عن لاعقلانيات مذمومة تقود إلى ” الكراهيات المنفلتة”.
الغريب، إذا ما قمنا بمراقبة المزاج العراقي الجديد في ملامحه الظاهرة على سونار الفيسبوك ، أن هناك هروباً جماعياً من الإنتماء العروبي… أشبه بالتنصل من ” التهمة”، وكأن العروبة هي قضية الفاشية العراقية التي يجب أن تذهب معها إلى القبر.
الأمور واضحة: في مثالٍ تاريخي قريب: الإعتزاز بالثقافة القومية الألمانية يتطلب إعلان البراءة من الخزي النازي…. العراق عربي، وذلك لا يقود بالضرورة إلى التحالف مع أي نظامٍ فاسد أو طائفي أو شمولي، لمجرد أنه عربي… بل هو عربي، أي العراق، إحتكاماً إلى الديموغرافية والتاريخ واللغة.
هذه قضية الهوية… لا إيران الإسلامية ولا تركيا العلمانية ولا السعودية، المتأرجحة بين هذه وتلك، تنصلت من هوياتها القومية….. نحن فقط من يفعل ذلك وكأننا نريد أن نبرأ من مرض.
الفاشية لا تمثل سوى نفسها…. العروبة أفق…. والفاشية مؤامرة.
الناقد صادق ناصر الصكر.