ثقافيةدوليةسياسيةشريط الاخبار والنشاطاتعامةعربية ودوليةكل الاخبارمقالات

يهاجمون بطريقة تضرهم

ابرز ما ذكره مدير مركز الشرق الأوسط للصحافة والتقارير والتحليلات، الباحث “جوناثان سباير” (وهو مؤلف كتاب “أيام السقوط: رحلة مراسل حربي في سوريا والعراق”)، في مقاله التحليلي المعنون “مَن قصفَ الكاظمي؟

تمثل محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في منزله في بغداد، تصعيدا خطيرا في ذلك البلد الذي مزقته الفتنة

لم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن ثلاث طائرات مسيرة أطلقت على منزل السيد الكاظمي في المنطقة الخضراء، وهي المنطقة التي توجد بها المكاتب الحكومية في بغداد، لكن انتماء الجناة ليس موضع شك، فقط الميليشيات المدعومة من إيران لديها الوسائل والدوافع والقدرة على شن هجوم مسلح بطائرات بدون طيار من هذا النوع

قد يحدد رد السلطات السياسية ما إذا كان للعراق فرصة للخروج من أزمةٍ لا نهاية لها، أم أنه سينتقل إلى طريق للبنة حكم الأمر الواقع من قبل الميليشيات المسلحة في خدمة دولة أجنبية

يواجه العراق الآن مأزقا مماثلا.  الميليشيات ليست عصابات منعزلة، بل هم محفورون في أعماق الحكومة العراقية، وجزء من قوات أمن الدولة الرسمية

تمتلئ الشرطة الاتحادية ووزارة الداخلية بأفراد الميليشيات الذين يعملون في خدمة في الدولة، وتحافظ هذه القوات على اقتصاد موازٍ واسع وحتى نظام سجون خاص

ليس من الواضح ما إذا كانت الدولة العراقية تمتلك الإرادة أو القدرة على نزع سلاح هذه الجماعات، في حين ان أي فرصة للبلد ليخرج من أزمة دائمة، تتوقف على هذا القرار

يشير التاريخ إلى أن النظام الديمقراطي لا يمكن أن يتعايش بشكل دائم مع الحركات السياسية الجماهيرية المسلحة، اذ انه امّا سوف يَسود، أو يتم تدميره عاجلا أم آجلا

ما يحدث في العراق هو جزء من نمط أكبر لتأكيد إيران في المنطقة – الهجوم على القاعدة الأمريكية في التنف في 20 أكتوبر، واستمرار التخويف للقاضي طارق بيطار في لبنان، وقتل المعارضين الإيرانيين في شمال العراق، كلها جزء من عملية استعراض العضلات نفسها.

إن محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي المنتخب تزيد من حدة المخاطر، مما سيترتب عليه الكثير، وفقا لطبيعة رد فعله

في المقال الثاني، الذي يحمل عنوان

العراق يكافح للسيطرة على الميليشيات المتحالفة مع إيران والتي يعتقد بأنها مسؤولة عن الهجوم على رئيس الوزراء

يرى المراسلون والمراقبون ان القوات شبه العسكرية تمارس نفوذاً على الأمن والمؤسسات العراقية منذ أن ساعدت في هزيمة تنظيم الدولة الارهابي

ابرز ما ذكر في المقال:

ان الصراع الذي يخوضه المسؤولون العراقيون بشأن كيفية احتواء الميليشيات المدعومة من إيران – بعد الهجوم بطائرة بدون طيار على مقر إقامة رئيس الوزراء العراقي، يسلط الضوء على التهديد المستمر الذي تشكله الجماعات شبه العسكرية

وفي أول إشارة إلى أن جهود الوساطة تحرز تقدما، ذكر مسؤولون عراقيون رفيعو المستوى في ساعة مبكرة من صباح اليوم الثلاثاء، ان عدة جماعات مسلحة قد وافقت على إدانة هجوم الأحد والتعاون مع محققي الحكومة بعد اجتماع مع الرئيس العراقي ومسؤولين آخرين

وقد نفت الميليشيات مسؤوليتها عن الهجوم على منزل رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الذي لم يصب بأذى، الا ان مسؤولين أمريكيين ذكروا إن مجموعة عراقية مسلحة (غير محددة) مدعومة من إيران تقف وراءها على الأرجح

تنصلت إيران من الهجوم وأرسلت جنرالا كبيرا إلى بغداد لتخفيف التوترات، ولم تعلن أي جماعة أخرى مسؤوليتها عن الهجوم

كما وذكر مراقبون (في شؤون الميليشيات في العراق وخارجه)،  إن الضربة سلطت الضوء على “كيف تشكل تلك الجماعات المسلحة تهديدا للمؤسسات العراقية”، وتؤكد مدى صعوبة السيطرة على رعاتها الإيرانيين، اذ تمارس القوات شبه العسكرية نفوذاً هائلاً على الأمن والمؤسسات العراقية منذ أن ساعدت في هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية، لكن أحزابهم السياسية تعرضت لهزيمة في الانتخابات البرلمانية العراقية الشهر الماضي، مما ألقى بظلال من الغموض على دورها المستمر في البلاد

قال حمدي مالك – خبير في شؤون الميليشيات في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: لقد بعثت الميليشيات المدعومة من إيران برسالة واضحة للغاية مفادها أنها مستعدة لإحداث الفوضى إذا لم يُسمح لها بالمشاركة في تشكيل الحكومة

بالرغم من ان الحرس الثوري الإسلامي الإيراني يقوم بتمويل بعض الجماعات المسلحة في العراق كما ويدربها ويسلحها، الا انه ما زال غير واضحا مدى سيطرة طهران المباشرة على المسلحين

وعلى ضوء ذلك ذكر مسؤولون إيرانيون إن البعض في طهران يخشون الآن من أن سلوك حلفاء الميليشيات العراقية قد يقوض المفاوضات المزمعة مع إدارة بايدن بشأن العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني الدولي

لذلك سارع المسؤولون الإيرانيون إلى تفادي اللوم، اذ اجرى الجنرال الإيراني إسماعيل قاآني (القيادي البارز في الحرس الثوري الإيراني الذي يشرف على الوحدة التي تتعامل مع القوات المقاتلة الأجنبية)، زيارة الى بغداد يوم الاثنين، بحسب مسؤول في ميليشيا عراقية، كما و اوضح مسؤول إيراني الى ان الجنرال قاآني موجود في بغداد في إطار جهود خفض التصعيد. واكد دبلوماسي إيراني ذلك بقوله: “كان علينا أن نقول للأمريكيين، من خلال العراقيين، أنه لا علاقة لنا بهذه الهجمات

منذ انتخابات 10 أكتوبر، تقاتل الميليشيات للحفاظ على نفوذها داخل الدولة وترهيب المسؤولين العراقيين لمنحهم صوتا في الحكومة المقبلة. فقد شنت الميليشيات احتجاجات أسفرت عن اشتباكات مع القوات الأمنية خارج المنطقة الخضراء (الآمنة) في بغداد يوم الجمعة الماضي، مما أسفر عن مقتل محتج واحد على الأقل

حول ذلك يقول المراقبون إن قمع الميليشيات القوية أمر غير واقعي، مما لا يترك امام الحكومة العراقية خيارا سوى التفاوض معهم

وتشمل الميليشيات مجموعات متشددة مدعومة من إيران، اقسمت على طرد الولايات المتحدة من البلاد، حيث صعّدوا معركتهم ضد القوات الأمريكية بعد أن قتلت الولايات المتحدة الجنرال الإيراني قاسم سليماني و أبو مهدي المهندس في غارة جوية في كانون الثاني / يناير 2020

توالت التصريحات بعد ان هاجمت طائرتان بدون طيار الاحد الماضي منزل السيد الكاظمي في المنطقة الخضراء الآمنة ببغداد، حيث سقط أحد الصواريخ على السطح دون أن ينفجر، فيما فجّر الآخر الأبواب قبالة المبنى وأصاب العديد من ضباط الأمن، ذلك بحسب مسؤولين عراقيين

وافاد مسؤولون أمريكيون إن دبلوماسيين في السفارة الأمريكية القريبة، التي كانت بالفعل في حالة تأهب قصوى بسبب المظاهرات التي نظمتها الميليشيات خارج المنطقة الخضراء، دخلوا في حالة طوارئ خلال الضربة

كما لفت المسؤولون الى انه لم يتضح إلى أي مدى تم تنسيق الهجوم على مكتب رئيس الوزراء أو دعمه من قبل إيران

واشار المسؤولون الأمريكيون الى ان أسلوب العمل يتماشى مع الهجمات السابقة في الأشهر الأخيرة من قبل الميليشيات العراقية المدعومة من الحرس الثوري الإيراني، اذ استخدمت القوات شبه العسكرية المدعومة من إيران الطائرات المسيرة بشكل متزايد لشن هجمات على القواعد التي تؤوي القوات الأمريكية، وقد اجمع مسؤولون أمريكيون وأوروبيون وإيرانيون على ان الحرس الثوري الإيراني قد علم الجماعات المسلحة كيفية استخدام وتجميع الطائرات بدون طيار من تقنيات جاهزة

وفي تصعيد آخر، ضرب هجوم بطائرة مسيرة وصاروخ قاعدة أمريكية نائية في التنف في سوريا في 20 أكتوبر / تشرين الأول، منهيا بذلك هدوءا نسبيا في الهجمات على مدار الأشهر السابقة

الا ان الهجوم على السيد الكاظمي يعد الأكثر جرأة حتى الآن، على الرغم من قول بعض المراقبين إن الجماعات المسلحة تخاطر برد فعل عنيف،

وقد اكدت ذلك السيدة لهيب هيجل – كبيرة المحللين في مجموعة الأزمات الدولية ومقره بغداد بالقول: “إنهم يهاجمون بطريقة تضرهم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى